الاضطرابات اللغوية والكلامية
الكشف عن الاضطرابات اللغوية والكلامية لدى الطفل ..
إن أحد الأمور المهمة التى يستطيع الأبوان أن يفعلاها هو أن يعملا على وقاية طفلهما من الصعوبات المتعلقة بالكلام ومازالت قضايا الكلام تثير عددا من الإشكاليات التى تصعب الإجابة عليها أحيانا لأن الحديث ذو علاقة بعناصر كثيرة فى الجسم والعقل ويشتمل على وظائف دماغية وبصرية وسمعية وكل ما تتضمنه اللغة من المهارات اللازمة، كما أن تعليم الطفل الكلام يشمل تنمية قدرته على استقبال المفاهيم اللغوية وعلى التعبير عنها بالوقت ذاته أيضا، وبما أن الطفل يحب ان يسمع الأصوات لكى يكررها فإن المهارات اللغوية الاستقبالية لا يمكن الاستغناء عنها فى عملية النمو الطبيعى كما لا يمكن فصلها عن الوظيفة السمعية.
أهمية ملاحظة الأبوين:
يستطيع الأبوان أن ينتبها الى اضطرابات السمع المتوقعة فى الأطفال الذين هم دون الثانية من العمر وذلك عن طريق ملاحظة وجود أحد أنماط السلوك التالية:
ـ قد يكون طفلك قادرا على سماع بعض الأصوات مثل رنة التلفون وعاجزا عن سماع البعض الآخر مثل الكلام الإنساني.
ـ قد يكون طفلك متحسسا بشكل ملحوظ تجاه الضوضاء، نتيجة النقص فى قدرة التركيز على بعض الأصوات المعينة.
ـ قد يكون الطفل عاجزا عن سماع الكلام المهموس.
ـ قد يكون الطفل قادرا على السماع باحدى الأذنين أكثر من الأخري.
يستطيع الأبوان أن يعملا على اكتشاف الاضطرابات اللغوية والكلامية فى مرحلة مبكرة وذلك عن طريق ملاحظة الأمور التالية.
فى سن الثالثة: هل ما يزال طفلك يستعمل إشارات اليدين وإيماءات العينين أكثر من الكلام.
فى سن الرابعة أو الخامسة: ـ هل يعانى طفلك من صعوبات تتعلق باستيعاب تسلسل الأحداث فى قصة ما .
فى سن السادسة: هل يتكلم طفلك كلاما غير واضح أحيانا؟
أو هل عاجز عن ربط الأشياء بالوظائف التى تؤديها مثل المشط والشعر.
هل هو تلاحظ فرقا كبيرا بين النمو اللغوى والكلامى لطفلك عن رفاقه؟
فى مثل هذه الأحوال يجب أن يخضع الطفل الى فحص يجريه له الطبيب المختص لتقرير ما إذا كان الإشكال سينتهى أم أنه لابد من التدخل العلاجي.
صعوبة النطق عند الأطفال:
توجد قائمة تشمل الصعوبات المتعلقة بطريقة عمل الدماغ فيما يختص بجهاز الكلام مثل اللسان والحبال الصوتية، ومن أشهر الاضطرابات المعروفة فى هذا المجال هى ما يلي:
اختلاف اللفظ: وتشير هذه الظاهرة الى الطريقة التى تتشكل بها الأصوات وتتصل ببعضها بموجبها، ومن العيوب الشائعة فى هذا المجال عجز الطفل عن النطق بحرفى الراء والضاد حيث يلفظهما (دالا ولاما) كأن يقول (لمدان) بدلاً من رمضان.
التأتأة أو الفأفأة: وهى تدل على انقطاع فى تدفق الانسجام الكلامي، ويذكر أن كثيرا من الأطفال يعانون من نقص فى الطلاقة فى مرحلة ما قبل المدرسة، وهى تزول بشكل طبيعى فيما بعد. وعلى كل حال فإن الخبراء ينصحون أن يستشير الأبوان أخصائيا لمعرفة ما إذا كانت التأتأة ظاهرة مرحلية أو إنها بحاجة الى علاج.
التأخر اللغوي: وهى ظاهرة تتسم بالبطء الواضح فى اكتساب ونمو المهارات اللغوية الواضحة فى اكتساب ونمو المهارات اللغوية المتعلقة باستيعاب الأفكار والتعبير عنها، وعلى هذا تتفاوت فترة العمر التى يبدأ فيها الأطفال بتعلم الكلام علما بأن الفترة الطبيعية لذلك هى بين العشرة أشهر والسنتين، فإذا تأخر طفلك عن تعلم الكلام الى ما بعد هذه الفترة فقد يكون هذا دلالة على اضطراب لغوى بحاجة الى علاج.
فقدان القدرة على التعلم:
وتحتاج هذه الظاهرة الى مزيد من التحديد الواضح، حيث أنها تشير الى عجز فى التعامل مع اللغة والى النقص الواضح فى تفهم المنبهات التى تتلقاها عيناه وأذناه.
سوء اللفظ: وهو مصدر آخر للقلق لدى الآباء والأمهات بسبب عجز الطفل عن استعمال الألفاظ الواضحة، ولكن معايير النمو تشير الى وجود بعض الأصوات المعينة التى تتسم بصعوبة اللفظ، والتى قد يتأخر الأطفال فى الاعتياد عليها. فالطفل على سبيل المثال يستطيع التمكن من حرفى الميم والنون فى مرحلة مبكرة منذ سن الثالثة ويعجز عن النطق ببعض الحروف الأخرى فى السنوات العمرية الأخري، لذلك فلا داعي لأن يقلق الأبوان كثيرا بشأن هذه الأمور. لذلك إذا كان طفلك يعاني من صعوبات فى النطق وتعلم لغة الكلام خلال سنواته الأولى على الأبوين أن يعملا على معالجة ذلك بطريقة سريعة وبأقصى فرصة ممكنة.
من موقع الارادة