طالب سعودي يتحدى الشلل الرباعي وإعاقة "بلس" باحتراف الكمبيوتر

عجزه عن الكلام لم يحرمه من التواصل مع زملائه
طالب سعودي يتحدى الشلل الرباعي وإعاقة "بلس" باحتراف الكمبيوتر

على رغم إصابته بشلل رباعي ومعاناته من إعاقة "بلس" -وهو العجز عن النطق مع القدرة على السمع- إلا أن الفتى السعودي تركي السعدان، استطاع أن يصبح أول طالب في المملكة مصاب بهذه الإعاقة يلتحق بمدارس التعليم العام، ويجيد التعامل مع الحاسب الآلي.

وتركي شاب يبلغ من العمر السابعة عشرة، أصيب بشلل رباعي بسبب نقص الأكسجين في أثناء الولادة، انضم إلى جمعية الأطفال المعاقين في سن ثلاث سنوات، حتى عمر الثانية عشرة، والآن هو يدرس في الصف الرابع بمدرسة مالك ابن سنان الابتدائية بالرياض، بعد أن أمضى ما يقارب خمس سنوات بالمنزل، لرفض المدارس استقباله له بحجة أن لديه مشكلة في التواصل.

وتحكي والدة تركي لـصحيفة "الوطن" السعودية عن مدى معاناتها مع تركي منذ الولادة؛ حيث بدأ العلاج الطبيعي منذ سن تسعة أشهر، ولم يتوقف حتى الآن سوى أيام الأعياد فقط، مشيرة إلى أنها لم تأل جهدا في البحث عن علاج، من خلال السفر إلى الهند والأردن والتشيك، وكذلك معالجته في المراكز المتقدمة للعلاج الطبيعي داخل المملكة، ما أدى إلى تحسن واضح لديه.

وتؤكد أم تركي أن ابنها يمارس العمل على الحاسب بحرفية عالية، ويمتلك ذكاء جيدا بشهادة الجميع، وتذكر كيف كان يثير شفقتها عندما كان يبدي رغبته في إكمال دراسته، وأن الوقت يمضي من عمره وهو بالمنزل.

وتراهن أم تركي على وصول ابنها لمستويات متقدمة بالتعليم، في حال وفرت له الأدوات، وأزيلت من طريقه -ومن هم مثله- العراقيل، ليظهروا للعالم حجم التحدي داخلهم للحياة والاستمرارية.

وناشدت أم تركي المسؤولين أن تكون هناك نواد ومراكز -خاصة لمن هم في مثل حالة تركي- لأنه يحتاج كثيرًا للأصدقاء والتواصل مع الآخرين.

تعاون كبير
من جهته يروي اختصاصي تدريبات سلوكية بمدرسة مالك بن سنان -هذاب الجوبان- تفاصيل معرفته البسيطة بتركي؛ حيث إنه لم يمض معه وقتا طويلا حتى الآن، قائلا "إنه دمج في فصل يحوي إعاقات بسيطة كضعف السمع وصعوبة النطق، ونلاحظ تعاونا كبيرا من قبل زملائه".

ويؤكد ما تطرقت له والدة تركي من أنه يمتلك مقدرة مميزة في التعلم تعجب منها معلموه عند أداء تقييم له، على الرغم من مكوثه ما يقارب خمس سنوات في المنزل، ويشير الجوبان إلى دهشته بكم الأفكار التي يطرحها تركي، بعض منها ممكن ومتاح، والبعض يعد مستحيلا، ويؤكد أن هناك خططا فردية ستقدم لتركي من بداية الفصل الدراسي الثاني.

ويرى الجوبان أن تفهم الأسرة وإيمانها بطاقات ابنها وجهودها الحثيثة، ساعدت تركي على إثبات ذاته والوصول لمبتغاه في الاندماج مع الآخرين.
يذكر أن عدد الطلاب المصابين بإعاقة بلس في المملكة أربعون فقط، ويتم تعليمهم عن طريق وسيلة تعرف بـ(لغة بلس) نسبة إلى مخترعها (تشالرز بلس